التحليل السياسي و النفسي لفيلم جولدا

انتصار أكتوبر فى عيون إسرائيل ... هزيمه بين (الماضى والحاضر )

التحليل السياسي و النفسي لفيلم جولدا

فى ذكرى ال50 فى انتصار حرب أكتوبر  المجيد هذا النصر العظيم ؛ مصر التى انتصرت على العدو الاسرائيلي  بالعديد والعديد من الدلائل وقوة الجيش المصري وقوة مهارات الخدعه التى قام بها الرئيس الراحل محمد انور السادات .

فى تلك الأيام يبدأ الإعلام الإسرائيلي  بنشر عكس الحقائق سواء عن طريق الصحف العبرية او مواقع التواصل الاجتماعي  وتحديدا من خلال الناطق بأسم الجيش الإسرائيلي  افيخاي  أدرعي الذى يقوم بنشر بعض الأكاذيب حول إن إسرائيل  هي من انتصرت بحرب أكتوبر 1973 .

إلى أن وصلنا فى هذا العام من إحياء الحرب من الجانب الاسرائيلي  بطريقة  مختلفة

حيث قامت  هوليوود بإحياء الحرب “الإسرائيلية” في أكتوبر 1973 في السينما الأميركية في 25 أغسطس 2023، من خلال فيلم بعنوان “غولدا” (Golda)، كان من إخراج “الإسرائيلي” غاي ناتيف وكتابة البريطاني نيكولاس مارتن، وبطولة النجمة هيلين ميرين، إلى جانب زيد جوزيف وكلوديت ويليامز.

ويضع الفيلم الاضاءه  على “غولدا” (Golda) بشكل أساسي على التحديات والقرارات التي واجهت رئيسة الوزراء غولدا مائير، المعروفة أيضًا باسم “سيدة إسرائيل الحديدية”، خلال حرب أكتوبر 1973 وكانت أهداف فيلم “غولدا” (Golda)

بانه يقدم العمل نظرة مفصلة على السيرة الذاتية لرئيسة الوزراء “الإسرائيلية” قبل وبعد تلك الحرب الهامة.

ويتناول فيلم “غولدا” (Golda) أيضًا استجواب رئيسة الوزراء من قبل لجنة التحقيق في أسباب هزيمة “إسرائيل” في حرب أكتوبر ، حيث نجحت في إقناع اللجنة في النهاية بأنها تعاملت مع هذه الأزمة بشكل فائق الذكاء  ونجحت في تحويلها إلى نصر.

ومن الواضح أن الهدف الرئيسي الذي سعى الفيلم إلى تحقيقه هو تسليط الضوء على الجانب الإنساني لشخصية مؤثرة  والمساهمة في فهم دورها في عملية السلام خلال حرب أكتوبر 1973، مع التركيز على مهاراتها الدبلوماسية والسياسية.

ونجح المؤلف أيضًا في تقديم تصوير جديد للعدو المشترك الذي يجعل من التعاطف مع “إسرائيل” أمرًا إنسانيًا بحتًا.

وفي الأفلام السابقة التي تناولت الشعب اليهودي ومأساته، كانت تميل إلى الاستنداد إلى تصوير هتلر وألمانيا النازية كعوامل تسليط الضوء على القصة.

ومع ذلك، في فيلم “غولدا” (Golda)، يظهر العرب المدعومين من قبل روسيا كالعدو، الذي يهدد بالتدخل في المنطقة ويهدد بسحب السجادة من تحت أقدام الولايات المتحدة.

وهذه الأخيرة تبذل جهودًا مكثفة للحفاظ على علاقتها مع منظمة الأوبك وضمان استمرار تدفق البترول من البلدان العربية، وذلك في إطار تعقيدات سياسية داخلية تنشأ عن فضيحة ووتر جيت.

 فى سياق الفيلم الدرامي

استخدم المؤلف قصة درامية في فيلم “غولدا” (Golda)، تمثلت في رواية غولدا عن نفسها عندما كانت طفلة، حيث كان والدها يعمل جاهدًا لحمايتها وإخوتها من الجنود الروس الذين كانوا يقتلون الأطفال في أوكرانيا.

وطوال الوقت كانت تستخدم كلمة “روسيا” بدلاً من “الاتحاد السوفيتي”، مما يشير بوضوح إلى رغبة صناع العمل في جلب أكبر دعم ممكن وتعاطف  

وصاغ المؤلف هذا السرد الدرامي في فيلم “غولدا” (Golda) بهدف إيجاد جو من التعاطف مع المسنة وأهلها، الذين لم يتحدثوا عن جرائم الإبادة التي ارتكبت ضدهم من قبل ما يعرف بـ “العرب”.

تلك الحكاية تمثلت في الورقة الفعّالة التي اعتمدتها رئيسة الحكومة للضغط على صديقها هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الزمان، بهدف أن يلعب دور وسيط مع الرئيس المصري أنور السادات.

وذلك من أجل دفعه نحو الاعتراف “بإسرائيل”، وإعلان وقف لإطلاق النار، وتنفيذ عملية تبادل الجنود الأسرى وجثث القتلى من الجانبين.

وأظهر فيلم “غولدا” (Golda) عدة عيوب للجنرالات الرئيسيين المشهورين. فكان وزير الدفاع موشي ديان يُظهر تصرفات عدوانية، بينما كان آريئيل شارون يعتبر متهورًا في قراراته.

وبالنسبة لرئيس المخابرات إيلي عزر، يُظهر الفيلم أنه كان مشتبهًا به في مؤامرة.

ويُظهر فيلم “غولدا” (Golda) جميع شخصياته وهم يدخنون بشكل مفرط، حيث لا يكاد أي منهم يترك سيجارته لحظة واحدة طوال مدة الفيلم التي استمرت مائة دقيقة.

الكاتب ليس “إسرائيلي”

ولم يكتب فيلم “غولدا” (Golda) كاتب “إسرائيلي” كما هو معتاد في سردية “إسرائيل” حول الحرب، بل قام الكاتب البريطاني نيكولاس مارتن بكتابته.

وعانى نيكولاس مارتن معظم حياته المهنية والأكاديمية من العقبات والصعوبات، بدءًا من مرحلة دراسته الأكاديمية وصولاً إلى فترة انقطاعه عن الكتابة لمدة عامين بسبب عدم تنفيذ أعماله الأدبية.

والتقى مارتن في عام 2014 بمُنتج الفيلم “فلورنس فوستر جنكيز” (Florence Foster Jenkins) الذي أتاح له فرصة كبيرة لتنفيذ هذا العمل الذي شهد تألق النجمة ميريل ستريب في دور البطولة.

وكان مارتن قد عُرِف سابقًا بنشاطه في المجال السياسي لفترة من الزمن، ولكن في الوقت الحالي، يُعرَف بشكل رئيسي كشخص متقدم يدافع بقوة عن حقوق الإنسان.

أما المخرج “الإسرائيلي” غاي ناتيف، فقد كان معروفًا بأعماله ذات الشهرة المحدودة داخل “إسرائيل”، ولكنه نجح في دخول عالم هوليود وحقق نجاحًا عندما فاز بجائزة الأوسكار كأفضل مخرج لفيلمه القصير “بشرة” (Skin) في عام 2019.

وتم عرض فيلم “غولدا” (Golda) للمرة الأولى عالميًا خلال الدورة الثالثة والسبعين لمهرجان برلين السينمائي الدولي في يوم 20 فبراير 2023، ولاحقًا تم عرضه أيضًا في مهرجان القدس السينمائي في يوم 13 يوليو 2023.

ما هو رد فعلك؟

like

dislike

love

funny

angry

sad

wow