متلازمة القدس
من الذي لايحب القدس؟ من الذي لا يتمني زيارتها؟ انها من اكثر مدن العالم جاذبية و خصوصية و تشعر ان لها وجود وحضور اكثر من الحضور المعنوي المعتاد للمدن عامة
حتي قبل بدا الصراع السياسي علي تلك البقعة المقدسة من العالم الذي بدا منذ مطلع القرن الماضي و للقدس مكانة خاصة وحتي من ليس اتباع الديانات الابراهيمية "الاسلام والمسيحية و اليهودية" تجد الجميع يريد ان يزور القدس حتي ولو لم يكون سوف يقوم بالحج اليها دينياً
ذلك لا يعد هو الغريب في الامر ...فالمدينة لها تفرد خاص في حالة التعدد الديني والثقافي ليس له نظير...ويدفع الكثيرين لرؤية هذه الحالة المتفردة...هذا بالطبع فضلا عن الدوافع الدينية
لكن عندما تذهب الي هذه المدينة سوف تجد ان جاذبيتها اعمق واعقد من ذلك...هذه المدينة لها وجود محسوس ..هذه المدينة تلمس في داخلك اشياء لما تكن تعرف انها موجودة بالاصل..
والحقيقة ان الامر هنا ليس مجرد احساس معنوي الا انها اصبحت حالة علمية بل واحيانا تحدث في شكل متطور و تسمي هذه الحالة بمتلازمة القدس
ولا تخص هذه المتلازمة ديناً بعينه أو طائفة بعينها، ولكنها تصيب أتباع الديانات الثلاث (اليهود والمسيحيين والمسلمين) أكثر من غيرهم من الطوائف ومن خلفيات مختلفة. علماً أنه لم يتم تداولها أو الإعتراف بها ضمن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، أو التصنيف الإحصائي الدولي للأمراض والمشاكل الصحية ذات الصلة
وتعرف هذه المتلازمة علي انها اضطرابات عقلية ونفسية ترتبط بأوهام تظهر عند زيارة القدس أو تسبب في ظهور رغبة ملحة لزيارتها وتسبب حالات من الهذيان حتي بعد عودة من يصابوا بها الي ديارهم وبعضهم كانوا يقولون انهم كانوا يسمعون اصوات للملائكة
تقول الدراسات انه يصاب بها ما يقرب من ١٠٠ شخص سنويا بدرجات مختلفة وانه يحتاج ٤٠ شخص منهم للعلاج بالمستشفيات
هذه الظاهرة او المتلازمة بالطبع فسرت علميا بعديد التفسيرات لكن اغلبها يتمحور حول ان ما يحدث بسبب التعلق الديني بهذه المدينة و ان كان اعتقد ان هذه التفسيرات تبعد متعمدة علي ما يبدو عن الحقيقة الواضحة وهذه الظاهرة ما هي الا انعكاس لها هي ان للمدن طاقات و قوة وشخصيات وان هذه هي حقيقة الصراع علي المدن و ان ابرز مثال لهذا هي القدس
فانظر هكذا للتاريخ وسوف تجد من كانت معاها كيف كان يسود العالم ...
ما هو رد فعلك؟
