حوار في مطار شارل ديجول ....يوم 7 من اكتوبر
لم يصدق صديقي الفرنسي ل .ج. ج الذي يعمل بمطار شارل ديجول قدر ما راي من وذعر وفظع علي وجوه القادمين علي متن طائرة شركة العال الاسرائيلي
كان صديقي في استراحته اليومية المعتادة قرابة الخامسة مساء امس يتناول غدائه في احد هذه المطاعم الملحقة بساحة بالمطار ....حينما اعلن مذيع الاذاعة الداخلية وصول طائرة شركة العال القادمة من تل ابيب ...وعندما دخل ركاب هذه الطائرة عم قدر من الطاقة السلبية ...فوجوه تلك الركاب يعلوها الوجوم كأنهم هاربون من الجحيم علي حد وصف صديقي ، الذي توقف عن تناول طعامه وظل يتامل وجوه اولئك الركاب بدقة ...حتي اقتراب احدهم منه وظل يبحث عن منضدة خالية يجلس عليها فلم يجد
فالمطاعم في المطار في هذا تكون مزدحمة للغاية ... فاضطر ان يجلس علي نفس المنضدة الذي يجلس عليها صديقي بعد ان استأذنه بالطبع و وجدها صديقي فرصة للحديث مع هذا الركاب الذي يظهر سمته انه اسرائيلي وانه علي مايبدو قادما الي فرنسا هاربا بعد ما حدث صباح ذات اليوم من هجوم من المقاومة الفلسطينية علي اسرائيل...فوجد صديقي وهو للعلم فضولي للغاية انها فرصة لمعرفة ما حدث من شاهد عيان فسأله
-اسرائيلي اليس كذلك؟
-نعم ...هل يبدو عليا ذلك لهذه الدرجة؟ اللعنة علي مناخر اليهود دائنا ما يفضحنا
ابتسم صديقي ولم يعقب وحول مجري الحديث قائلا
-يبدو انك لم يكن الطعام علي الطائرة جيدا؟
ابتسم الإسرائيلي ابتسامة صفراء وقال:
-لماذا تقول ذلك؟
-لانك يبدو انك جائع و لم تتناول غداءك علي الطائرة فحتي لم تتنظر حتي تصل الي الفندق او الشقة التي سوف تقيم به وتتناوله هناك فسوف تتناوله هنا!!
ضحك ضحكة عصيبة وقال :
-لا بل اكلت في الطائرة وسوف اكل الان وسوف امل عندما اصل الي منزل ابن عمي المقيم هنا في سان دوني ...عندما اكون متوتر او حزينا اكل بشراهة هذه عادة لدي
هنا اسقط في يد صديقي الفضولي فقرر ان يساله عن ماحدث
- لقد سمعت بما حدث صباح اليوم ...اكنت قريب من مما حدث ؟ اتاذي احد من اقاربك ؟ نحن جميع هنا متعاطفين معاكم للغاية ضد هذا الهجوم الارهابي
-شكرا لكم ...لا انا وعائلتي واغلب ما اعرفهم بعيد عن ماحدث فنحن نسكن بمدينة صفد وهي علي الحدود اللبنانية بعيدا عن غزة وغلاف غزة تماما
-جيد للغاية ....اذا انت هنا بسبب ما حدث اما ان هذه الرحلة مبرمجة من قبل؟
-لا لم تكن مبرمجة ولا خططي القريبة حتي ...لقد قررت ان اتي هنا خوفا من مصير ما حدث لسكان الجنوب وسوف يلحق بي اهلي غدا او بعد غد
فساله صديقي مستغرباً
-بهذه السرعة استطاعت تدبير امر السفر ...فالاحداث لم تحدث الا صباح اليوم ؟!!
- كنت اعمل حساب هذا اليوم بل وانتظاره...الحقيقة اننا جميعنا هناك في اسرائيل ...حتي وان لم نعترف بذلك الا بداخل اعماق انفسنا نعلم ان اصحاب الارض الاصليين سوف يتنزعوها يوما ما...لذلك دائما ما احمل فيزا شينجن سارية وحجزت علي الفور تذاكرة الطيران وابلغت ابن عمي اني قادم اليه
احس الاسرائيلي انه قال ما لا يجب ان يقال وانه تسرع فلم يكمل كلمه واخذ ينادي علي نادل المطعم بعصبية وطلب منه له وجبة طعام علي وجه السرعة فلما احس صديقي ذلك قرر ان ينهي طعامه سريعا وينصرف وبينما كان يفعل ذلك ساله الركاب عن بق الفراش المنتشر في فرنسا فاخبره صديقي ان الامر ليس كما تضخمه وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي الا انه علي سبيل الاحتياط عليه بان يذهب الي احد الصيدليات وان ياتي بدواء تنصح به السلطات الفرنسية لتفادي ذلك ...وقام صديقي حتي دون ان يودعه ولكنه التفت
لهذا الاسرائيلي فوجده يتناول طعامه في نهم و يعتلي وجوه علامات الضيق
وعندما انهي صديقي عمله ليلا و اول ما ان رجع الي منزله بعث ليا وحكي ليا ما حدث وقال انه اليوم وبعد حواره مع هذا الاسرائيلي فقط عرف لم فقط اصبح من اشاد المويدين لقضيتنا التي طالما حاولت ان اقنعه بها دون جدوي..لكن الان اصبح يري القضية بنظرة اخري تماما
ما هو رد فعلك؟