صندوق باندورا
طبقا للمثيولوجيا الاغريقية عهد زيوس للعملاقان الخائنان للعمالقة لحساب الالهة الاخوان برومثيوس وابيمثيوس... برومثيوس خلق الانسان ولاخيه إبيمثيوس الحيوانات
، كان إبيمثيوس اسرع واستخدم اكثر هذه الامكانيات لخلق الحيوانات فاعطاهم الفراء والطيران والسرعة والقوة اما برومثيوس كان محنكً اكثر من اللازم وتمهل كثيرا فكان يريظ ان يخلق الانسان علي احسن حال ولكنه لم يستطع بلا وعلي العكس خلق البشر ضعفاء للغاية مما اضطره الا سرقة بعد المهارات والمواهب من الالهة مثل الملاحة واستئناس الحيوان والتعدين والنجارة والعمارة ...الا ان تزويد البشر بتلك المهارات لم يعجب زيوس الذي لم يكن يحب البشر وكان يعتبر انهم يجب ان يظلوا ضعفاء حتي لا تتكر معاهم ماساة العمالقة ويحاولوا التمرد علي الالهة ...ولكنه لم يعاقبه اي من عقابته المبتكرة القاسية واكتفي بتحذيره الا ان لان برومثيوس محنك قرر ان يقوم بسرقة اكبر وهي سرقة "النار المقدسة" واعطاها للبشر ...الذين استخدموها احسن استغلال وكانت سبب في نهضة وطفرة للبشر ماهولة مما اثار غيظ وغضب سادة اولميب وخاصة زيوس الذي قرر بدوره ان يعاقب برومثيوس عقاب من عقابته القاسية السادية فعلقه علي احد الجبال وجعل طائر العقاب يلتهم كبده كل يوم ..فاصبح كل يوم ينبت له كبد جديد لك يلتهمه العقاب ...عقوبة سادية للغاية ولكنه مبتكرة للحق ...الا ان هرقل الابن العاق لزيوس قد حرر برومثيوس من تلك العقوبة وعاد للبشر ...هنا قرر زيوس ان يغير استراتيجيته في العقاب وان يكون العقاب اكثر ابتكاراً واكثر شمولية...فهو لن يعاقب برومثيوس فقط بل والبشر ايضا لذلك عندها قرر أن يخلق المرأة الأولى، وهي باندورا.
هكذا، طلب من إله الحدادة والنار والبراكين هيفيستوس أن يجبل المرأة، وطلب من كلّ واحد وواحدة من الآلهة أن يقدّم لها هبة؛ منحتها أثينا هبة الحياكة، وأفروديت هبة الجاذبية، وهيرميس القدرة على الكلام المعسول والخادع، ومنحتها هيرا صفة الفضول. وانتباه جدا الي صفة الفضول هذه ...لانها الصفة التي سوف تجلب الخراب للبشر طبقا لاسطورة
و تكمل الاسطورة ان وبعدما زينت باندورا الآلهة بأحلي الملابس و الزينة، ومنحوها اسم "صاحبة العطايا"، أرسلوها إلى الأرض كهدية لإبيميثيوس الذي قرّر أن يتزوجها على الفور، بالرغم من تحذير بروميثيوس له بألا يقبل هدايا من زيوس.
وبمناسبة الزفاف، قدم زيوس هدية للعروس، وهي جرة أو صندوق كما في الترجمة الحديثة لاسطورة ، ولكن زوجها منها ألا تفتحها أبداً.
ولكن بدافع من الفضول انتهزت باندورا فرصة نوم زوجها وفتحت الصندوق او الجرة، فانطلق منها كل الشر الذي كانت تحويه وانتشر ليعم أنحاء الأرض من كراهية وحسد ومرض وكل سيء لم يعرفه البشر من قبل، ولما سارعت إلى إغلاق الآنية كانت جميع محتوياتها قد تحررت منها إلا شيء واحد بقي في قعرها وهو روح الأمل واسمه "إلبيس".
ثم شعرت باندورا بحزن شديد لما فعلته وانها اصبحت سبب شقاء البشرية.
وهنا يجب ان نلتفت ان الاساطير الاغريقية او المثيولوجية الاغريقية بالاحري لا يجوز التعامل معاها انها تؤسس للعقيدة بل هي عبارة عن طرح فلسفي رمزي لواحدة من اهم الفلسفات العميقة في تاريخ البشرية
وفي ظني ان هذه الأسطورة طرحت وجسدت امرين في غاية الاهمية
الاول رمزية ثورة زيوس والالهة الاخرين لسرقة النار وظني ان كان المقصود من النار هي المعرفة الباطنية التي ظلت كان يعتقد الاغريق القدماء انها سبيل التطور للبشر و الصراع ما بين كهنة هذه المعارف والبشر العاديين المحرومين من الاستفادة من هذه المعارف
الامر الثاني هي رمزية اعتبر ان المرأة و وجودها علي الارض نوعا من العقاب للبشر وانها هي وفضولها من جلبوا كل المصائب لهذا العالم وما بين كون المرأة خاصة من صنع الالهة مباشرة مما ياتي للمراة طبقا لاسطورة قدسية خاصة ...وهذا يظهر الصراع الازلي بين الرجل والمرأة ويظهر السؤال الازلي الاخر هل المرأة مقدسة ام شيطانة؟!
ما هو رد فعلك؟